سائِل من مجهولة – رسالة (1)
كُنتُ قد علِمتُ بأنَّ غِيابكَ هذه المرة سوف يطُل ، فـ غادرتُ لـ ذاكَ الميناء حيث البحر و أضواء القناديل
ونعومة الرِمال ، و جنيِّة البحر التي تأتي بإبتِسامتك …
تراءت لي فكرة حضورك كَـ سراب ، كل شئٍ كان يمضي ببطءِ السُلحِفاة…، أتذكَّرُ مواعيد لِقاءاتِنا السابِقة ،
الأماكِن التي خطونا فوقها سوياً ، كَـ فقيرٍ يشحتُ السعادة بـ قطعٍ فضيَّة مُلملمة !
تُناديني أحاديثُ جدتي عن الحُب .. كانت تقول : من يُحبُّكِ سيأتي إليكِ حتماً و إن اضطُرَ للسفرِ عبر مجراتِ الكون !
ولكِنكَ تغيبُ أكثر مما تأتي ، و لمّا تجئ تكونُ قد ارهقتَ اشواقي إليك فـ تتبلَّد بـ حضوركَ قصير المدى ..
ثمَّة مواسِم للحُب إن تخلَّفتَ عنها تُفقِدُكَ جمالهُ ، و إن أدركتها كُنتَ ربيعاً آخر تُشرِقُ بـسمائِهِ ..، و أنتَ لم تُشرِق بسماء قلبي يوماً ،
كنتَ كـالوميض الذي يشُّحُّ في إنارةِ عتمتي ….
ما أنفكّ وجهُكَ يُلاحِقُني في ضوءِ القمر ، في مِياه البحر ، مع كُل مدٍ و جزر يعودُ إليَّ بـ نجومٍ و قواقِع تهمِسُ بأذُني عنك …
(أظُنُكَ حقاً بـخيّر و لكنني أنقُصُكَ …فلتعترِف ! )*
Aucun commentaire:
اضافة تعليق