هل من الضروري أن تنفق موتورولا 500 مليون دولار لتسويق Moto X ؟
حتى قبل أن تكشف جوجل و موتورولا عن الهاتف
العملاق Moto X ، أعلنت الشركة الأمريكية التي تعد رائدة الويب العالمي عن
خطة تسويقية للجهاز تصل كلفتها الى 500 مليون دولار و ذلك من أجل إقناع
الناس بأنه الأفضل مقارنة ببقية الأجهزة الأخرى و أقصد الجالاكسي اس 4 و
اتش تي سي وان المتنازعين عن الصدارة في هذا الوقت بالضبط.
و بالنظر الى هذه الميزانية المخصصة فقط
لتسويق Moto X يعتقد الكثيرين أن الأمر مبالغ فيه و جوجل ستجازف حثما بنصف
مليار دولار هباء منثورا .
لهذا يتساءل الناس إن كان من الضروري أن
تنفق موتورولا بتوجيه من جوجل حوالي 500 مليون دولار للقيام بحملات إعلانية
واسعة لترويج Moto X و هو ما سأحاول أن أجيب عنه في السطور القادمة ببعض
الأدلة الدامغة .
أبل و سامسونج … مثالين لشركات تنفق على الاعلانات
في عالم التقنية و بالضبط في قطاع الهواتف
الذكية تعد شركة أبل الأمريكية و سامسونج الكورية أبرز الأمثلة التي يحتدى
بها عندما نتحدث عن الشركات التي تخصص ميزانيات ضخمة للاعلانات و ذلك
لتسويق هواتفها الذكية و خدماتها .
فأبل سخرت غالبية ميزانيتها الإعلانية في
سنة 2013 و التي تقدر بمليار دولار لتلميع صورة الأيفون 5 الذي أتى الى
الأسواق العالمية لأول مرة بعيوب زعزعة ثقة العالم بشركة كوبيرتينوا و لعل
المشاكل التصنيعية المتضمنة في أولى الشحنات أبرز ما أتى به الأيفون الخامس
، دون أن نتجاهل بالطبع فضيحة خرائط أبل التي غيرت من جغرافية العالم , و
أصبحت شوارع نيويورك في مدينة واشنطن و الأمر كذلك بالنسبة لمدن كثيرة حول
العالم.
و لو لم يضغط ثيم كوك باتجاه اصلاح
الشحنات الجديدة من الأيفون و القضاء على المشاكل التصنيعة التي تحدث غالبا
في مصانع فوكسكون بالصين و ذلك بزيادة الرقابة على الوحدات المنتجة و
الرفع من مستوى الجودة و الأهم من ذلك إنفاق ميزانية كبيرة للقيام بحملات
إعلانية واسعة في أهم الأسواق المتحكمة بمسار نجاح الهواتف الذكية خصوصا
الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا اضافة الى اليابان و روسيا و العديد
من دول أوروبا مع القيام بحملات اعلانية تلفزيونية تستهذف مختلف تلك
السواق الى جانب الاعلانات في المواقع المتخصصة بالتقنية و التي تملك
جماهير كبيرة مستعدة لشراء الأيفون “الملمع” ، لما حقق الأيفون 5 كل تلك
الأرقام المدهشة و المخيفة للمنافسين العالميين.
و قد رأينا مع بروز تلك المشاكل التصنيعية و
التقنية حملة شرسة أدارتها مواقع عالمية متخصصة في التقنية لاقناع الناس
بأن الأيفون 5 ليس إلا مجرد خردة و أن أبل بدأت تأخد منحى تنازليا بعد
نجاحات جوبز المتحكم في القطاعات التي تنافس بها أبل ، حتى الشركات
المنافسة بما فيها موتورولا و نوكيا اضافة الى سامسونج انتهجت حينها سياسة
الفيديوهات المستهزئة من الخرائط الغبية الى ضربت أبل في الصميم ، لكن و مع
كل تلك الحملات الشرسة جاءت سياسة الاعلانات و التسويق ناجحة و أنقذت أبل
من ضربة ستجعلها رهينة أزمة النهاية.
و اذا انتقلنا من أقصى غرب العالم حيث أبل
متواجدة الى أقصى الشرق من الكرة الأرضية ، سنجد حثما نموذجا أخر يعبر عن
قوة الاعلانات في إقناع المستهلكين بضرورة شراء منتوج ما و في هذه الحالة
أتحدث عن الجالاكسي اس 4 .
و رغم أنه لم يأتي بمشاكل تصنيعية كما حدث
مع الأيفون 5 ، إلا أن ظهوره بمظهر يشبه سلفه الاس 3 و قدومه بمميزات ليست
بذلك الحجم الكبير الذي تخيله الناس و تمناه الكثيرين منا فتح على الشركة
الكورية بحرا من النقذ السلبي و الايجابي و حملات تروج لضرورة مقاطعة شراءه
لأن سامسونج تستصغر عقول الناس و تستغل قيمتها من أجل المزيد من الإبتزاز.
على هذا الأساس أصبح الجالاكسي اس 4 أيضا
في خطر الانزلاق الى هاوية العزوف الجماعي عنه و جعل سيناريوا تكدس ملايين
نسخ ذلك الجهاز أمرا محثوما و لا مفر منه ، و رغم هذا حركت سامسونج حوالي 4
مليارات دولار أغلبها موجهة لتسويق الاس 4 في مختلف بقاع العالم خصوصا
أفضل الأسواق العالمية و العربية
لنرى مع بدء بيع أفضل جهاز من الشركة
الكورية طوابير من الناس أمام المتاجر و المراكز التي يباع فيها و الكل
ينتظر دوره للحصول على نسخته التي يراها أفضل مقارنة بغياب الإعلانات
المختلفة.
هواتف مثالية لكنها فاشلة … ضعف التسويق يقف وراءها .
على الشركات و الأفراد أن يعرفوا جميعا أن
الاعلانات تعطي لنا صورة جيدة عن الشركات التي تقوم بها لمنتجاتها و
خدماتها ، و في حالة تقديم شركة معينة لمنتجات و خدمات ممتازة دون أن يوازي
ذلك حملات تسويق فإنها محكومة عليها بالفشل في مهدها و لن يقوم لها قائمة
ما دامت لم تتشجع و تغامر ببعض المال .
و قد رأينا خلال السنوات الماضية كل من
سوني و اتش تي سي اضافة الى ال جي الكورية و حتى موتورولا نفسها لم تحقق
المبيعات المرجوة بالرغم من قيامها بإصدار هواتف ذكية قوية و منافسة جدا و
لكن غياب الاعلانات التي تغير وجهات نظر الناس جعل الكثيرين منهم يختصرون
سوق الهواتف الذكية في أبل و سامسونج أما البقية فليسوا إلا علامات تجارية
لا حول لها و لا قوة.
و قد بدأت كل تلك الشركات المعنية الأن في
تغيير كوادر أقسام التسويق و ترسم معالم حملة تسويقة كبيرة بدأت تقودها اتش
تي سي و سوني اللذان يحاربان من أجل الصعود و البقاء في ظل أزمات
تواجههما.
موتورولا في عهدة جوجل … هيا بنا لتسويق هواتفنا الذكية.
موتورولا الأمريكية التي فشلت على مدار
الأعوام الماضية في فرض وجودها بقطاع الهواتف الذكية ، أصبحث الأن في عهدة
جوجل ، و إقرار هذا الأخير عزمه إنفاق 500 مليون دولار لتسويق العملاق
الأول Moto X في المرحلة الجديدة التي تعيشها موتورولا يمكن قراءته على أن
جوجل تعي جيدا أن الحملات التسويقية هي التي تغير الطريق الى الجحيم نحو
الطريق الى النجاح .
و ما قررت فعله هو دعوة لموتورولا بعبارة رنانة “هيا بنا لتسويق هواتفنا الذكية”
و هذا ما بدأ يترجم في الواقع مع قيام جوجل بحجز مساحات اعلانية على مواقع
الويب و العمل على الاعلانات التلفزيونية و الاستعداد لحملة مؤكدة أنها
ستفتح على الشركتين باب قطاع تشتد فيه المنافسة .
خلاصة القول :
اذا ما سألتني سؤال هذا المقال سأجيبك وفق
الأدلة السابقة إجابة واحدة أؤمن بأنها الصحيحة ، إنها “نعم” من الضروري
على موتورولا انفاق 500 مليون دولار على الاعلانات هذا العام لتسويق جهازها
الذكي Moto X و المطلوب أن تزداد هذه الميزانية بشكل أكبر خلال السنوات
القادمة كي نرى هواتفها ملمعة أكثر مما كانت عليه يوم الكشف عنها ! لينجذب
الناس الى طوابير شراء هواتفها و كأن سحرا ما أصابهم ، فيما العكس يشير الى
أن الاعلانات أثرت على عقولهم و غيرت من نظرتهم الى الهواتف الذكية.
Aucun commentaire:
اضافة تعليق